تركز أغلب النصائح الطبية فى رمضان على المرضى وكيفية التعامل مع الصيام، ولكن هناك أيضا العديد من النصائح التى يجب أن توجه إلى الأصحاء حتى يستفيدوا من الصيام على الوجه المطلوب.
يوضح لنا الدكتور وائل صفوت استشارى أمراض الباطنية والجهاز الهضمى والكبد:
أن مما لا شك فيه أن الوقاية خير من العلاج، وعلى كل من أنعم الله عليه بصحة جيدة أن يحافظ عليها فهى رأس مال الإنسان فى هذه الحياة، ومصدر رزقه، وأغلب المرض يأتى من البطن، أى من الممارسات الغذائية الخاطئة فهى مصدر كل داء، فالإفراط فى أى نوعٍ من أنواع الطعام مهما كان مفيداً ومهماً كان الإنسان مغرماً به يكون له مضاره الجسيمة بمرور الوقت.
فالدهون والأملاح والكافين عند الإفراط فيها يصاب الإنسان بالأمراض الخطيرة كتصلب الشرايين وضغط الدم المرتفع، وكذلك الإفراط فى تناول السكريات والنشويات له مضاره أيضاً، فأقل الضرر إن لم يكن المرض هو السمنة التى هى بداية كل داء.
والصيام فرصة لكى ننعم بصحة جيدة لذا يجب ألا نفسد فوائد الصيام الصحية التى خلقه الله من أجلها بسبب بعض الممارسات الخاطئة.
ومن الخطأ أن نجد الصائمين بمجرد سماعهم أذان المغرب يعوضون حرمان اليوم كله بتعبئة المعدة، بما لذ وطاب من كافة الأطعمة وخصوصاً الدسمة منها، ثم تناول الحلويات الرمضانية المشبعة بكميات هائلة من السكر ثم العمل على إزاحة كل هذا بالماء أو بالمياه الغازية فتتوقف المعدة وتحدث التخمة ويحدث الخمول ولا يكون الإنسان نشيطاً فى إقباله على صلاته التى تزداد جرعتها بصلاة التراويح فى رمضان وتحتاج إلى جسد خفيف غير مثقل يؤديها كما تحتاج إلى عقل يقظ يعى ما يقوله، فالإفراط فى الطعام يؤدى لتحول الدورة الدموية إلى المعدة وقلة توجهها للحركة والمخ.
ولا شك أن هذا الأسلوب فى تناول الطعام هو السبيل إلى المرض وليس الصحة وإلى زيادة نسبة الدهون والكولسترول فى الدم وإلى زيادة الوزن كذلك.
فعلى الصائم الذى لا يعانى من أى مرض أن يتبع أسلوباً معيناً فى غذائه بدأ من سماع أذان المغرب.
فعليه أولاً الدعاء ثم الإفطار على بضع تمرات كما نصحنا الرسول عليه الصلاة والسلام، وفى تناول التمرات حكمة وهى أنها تكون غنية بالمواد السكرية سهلة الهضم التى سرعان ما تمتص، وبهذا تعيد نسبة الجلوكوز فى الدم إلى معدلاتها الطبيعية حتى يكون الجسم مهيئاً لتناول المواد الغذائية الأخرى.
والخطوة التالية لتناول التمرات هى التوجه لصلاة المغرب التى تستغرق بعض الوقت يكفى لتقوم التمرات بمهمتها.. يلى ذلك تناول عصير طبيعى بدون سكر مضاف أو تناول شوربة الخضار.. ثم بعد ذلك بفترة مثل صلاة العشاء والتراويح يمكن تناول المواد الغذائية الأخرى بشكل معتدل أى يتناول الإنسان طعامه على مراحل حتى لا يرهق أجهزته دفعة واحدة.
كما ينصح بتناول الماء والسوائل بين الوجبات لتعويض الجسم ما يحتاجه من الماء والسوائل وليس أثناء الوجبات، حيث يربك الماء الهضم أثناء الوجبات ويخفف العصارة الهاضمة.
ويمكن تناول الفاكهة المختلفة كذلك كالتفاح والبرتقال وغيرها من ثمرتين إلى ثلاث لاحتوائها على السكر الطبيعى المعتدل بخلاف الحلويات الصناعية وتعمل الفاكهة على سهولة حركة الأمعاء ومنع الإمساك كما ينصح بتناول الأغذية المحتوية على الألياف أيضاً لفائدتها العظيمة للهضم.
وينصح كذلك بعدم الإكثار من تناول الشاى، حيث يكون مدراً للبول وقد يفقد الجسم الكثير من الأملاح المهمة.
وأخيراً يفضل تناول السحور قبل الفجر بوقت بسيط اتباعاً للسنة حيث يكون آخر ما نتناوله قبل الإمساك بوقت بسيط.. فإذا ما اتبعنا الهدى النبوى فى أمور الصيام سننعم بالصحة والسعادة وطاعة الله.
الكاتب: فاطمة إمام
المصدر: موقع اليوم السابع